خطبة عيد الفطر المبارك “يوم الجائزة ” لعام 1442 هـ ، للشيخ عبد الناصر بليح
خطبة عيد الفطر ( يوم الجائزة )
خطبة عيد الفطر المبارك “يوم الجائزة ” لعام 1442 هـ ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 1 شوال 1442هـ – الموافق 13 مايو 2021م.
لتحميل خطبة عيد الفطر المبارك “يوم الجائزة ” 13 مايو 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح .
لتحميل خطبة عيد الفطر المبارك “يوم الجائزة ” 13 مايو 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة عيد الفطر المبارك “يوم الجائزة ” 13 مايو 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة عيد الفطر المبارك “يوم الجائزة” ، للشيخ عبد الناصر بليح : كما يلي:
خطبة عيد الفطر “يوم الجائزة”
الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس نزلاً يتنافس فيها المتنافسون “الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أعد لعباده الصالحين ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر. وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الحوض المورود والمقام المحمود واللواء المعقود والكرم والجود، أول من تفتح له أبواب الجنان اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله. أما بعد فيا خير أمة أخرجت للناس: “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ”(يونس/58).
عباد الله: “بالأمس كنا نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك، ونعدّ العدة فرحين بنعمة الله، وها نحن اليوم نلوّح بأيدينا مودّعين رمضان، وكلنا حزن على فراقه. ها قد رحل عنا شهر الجود والكرم، شهر الصيام والقيام والقرآن، شهر البر والإحسان، شهر المغفرة والرضوان شهر الخير والبركات، شهر الصبر والمواساة، شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، فليت شعري من المقبول منا فنهنئه، ومن المطرود المحروم منا فنعزيه؟
عباد الله: “إن يومكم هذا، يوم عظيم، وعيد كريم، في هذا اليوم الذي توج الله به شهر الصيام؛ تعلن النتائج وتوزع الجوائز، في هذا اليوم يفرح الذين جدوا واجتهدوا في رمضان، سبق قوم ففازوا، وتأخر آخرون فخابوا، في هذا اليوم يفرح المصلون، ويندم الكسالى النائمون والعابثون اللاعبون.
عباد الله: “حقاً إنه يوم الجائزة وإن الجوائز الإلهية والمنح الربانية التي توزع اليوم ما هي إلا جزء من الجوائز العظيمة والمنح الكريمة والعطايا الجليلة التي يخص الله بها عباده الصائمين يوم القيامة في الحديث القدسي: “للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه”(البخاري ومسلم)..
تصور نفسك أيها الصائم حينما تقف بين يدي الديان تبارك وتعالى يوم القيامة، فيعرض عليك سجلاتك التي لن تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها ، فتجدها مثقلة بجبال الحسنات التي أكرمك بها جزاءً على صيامك وصلاتك وزكواتك وصدقاتك، وتلاوتك لكتاب الله وسائر أعمال البر والخير, لكنك مع هذا تخشي من ذنوب وخطايا قد اقترفتها، وتخشى أن تـأكل حسناتك أكلاً، فلا تدري إلا وينبري لك صيامك وقراءتك القرآن فيشفعان لك ويطلبان من العفو الغفور أن يعفو عنك وأن يتجاوز عن سيئاتك:” الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ ، يقولُ الصيامُ : أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه فيَشْفَعانِ”(أحمد) ،
فيقبل الله شفاعتهما، ثم يتفضل المنان عليك بأعظم نعمة وأجلها، وهي العتق من النيران، والفوز بالجنان، جزاءً وفاقاً على إحسانك، ثم يعطيك كتابك بيمينك، فترفع يديك بين البشر وتصرخ “هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ”(الحاقة/19-23).
أخي المسلم: “حقاً إنه يوم الجائزة: “فهذا جزاؤك، وهذه هديتك، وهذا قدرك، سمعت أمر ربك فأخذته، قرأت كتابه فالتزمته، عرفت رسوله فاتبعته قد أُمِرْتُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَقُمْتُمْ وَأُمِرْتُمْ بِصِيَامِ النَّهَارِ فَصُمْتُمْ وَأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ فَاقْبِضُوا جَوَائِزَكُمْ “
وهذه الشهادة تتقدم بها حتى تقف عند باب الريان الذي أعده الكريم للصائمين دون غيرهم، كما قال صلى الله عليه وسلم:” إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ. “(البخاري). فتضع رجلك عند باب الجنة فتستقبلك الملائكة الكرام بأحلى كلمة” وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ”(الرعد/24). فتطأ الجنة برجلك، وتصبح في وهلة واحدة، وفي لمحة سريعة، بل في لمحة بصر، من أهل الجنة التي أعد الله فيها لعباده الصالحين ما لا يخطر ببال، كما قال الله تعالى:” أعددتُ لعبادي الصالحينَ ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ..، اقرأوا إن شئتم فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوْا يَعْمَلُونَ”(البخاري).
أخي المسلم: “ستدخل الجنة التي بناها القوي العزيز وكأنك كنت تسكنها من قبل وتعرفها جيداً “وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ “قال القرطبي: “أي إذا دخلوها يقال لهم تفرقوا إلى منازلكم؛ فهم أعرف بمنازلهم من أهل الجمعة إذا انصرفوا إلى منازلهم” ولا تدري فقد يكون قصرك من القصور الجميلة التي ذكرها صلى الله عليه وسلم بقوله: “إنَّ في الجنَّةِ غُرفًا تُرَى ظُهورُها من بطونِها وبطونُها من ظُهورِها فقامَ أعرابيٌّ فقالَ لمن هيَ يا رسولَ اللَّهِ فقالَ لمن أطابَ الكلامَ وأطعمَ الطَّعامَ وأدامَ الصِّيامَ وصلَّى باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ “(الترمذي).
بل إنك لا تدري فقد يكون قصرك تلك الخيمة من اللؤلؤ التي أعدها الله لعباده المؤمنين، قال صلى الله عليه وسلم: “إنَّ للمؤمنِ في الجنةِ لخيمةٌ من لؤلؤةٍ واحدةٍ، مجوَّفةٍ طولُها ستون ميلًا، للمؤمن فيها أهلُون، يطوف عليهم المؤمنُ فلا يرى بعضُهم بعضًا”(مسلم).
أخي الصائم: “تقف عند باب قصرك، وتستقبل استقبالاً لم يحلم به أعظم ملوك الدنيا، إذ الحور العين على الباب واقفات، وعند الناصية صافات، طاهرات مطهرات، قاصرات الطرف مطيعات، الواحدة منهن كاللؤلؤ المكنون، يحار الطرف في حسنها، وكأنه يريد أن يشرب من كأس جمالها، فهن: “حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ”(الرحمن/72). ووصفهن بأنهن “مقصورات في الخيام” أي: ممنوعات من التبرج والتبذل لغير أزواجهن، بل قد قُصِرْن على أزواجهن، لا يخرجن من منازلهم لتتمتع أنت وتفوز بتلك الجوائز يقول صلى الله عليه وسلم:” ولو أنَّ امرأةً اطَّلعتْ إلى الأرض من نساءِ أهلِ الجنةِ لأضاءَتْ ما بينهما ولمَلَأَتْ ما بينهما ريحًا ولَنصِيفُها على رأسِها خيرٌ من الدنيا وما فِيها “(البخاري). عباد الله أقول ما سمعتم وتوبوا إلي الله..
الخطبة الثانية: “الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد فيا عباد الله يوم الفطر يسمى في السماء بيوم الجائزة كما أخبر رسول اللَّهِ: “إذا كان يَوْمُ الْفِطْرِ وَقَفَتِ الْمَلائِكَةُ على أَبْوَابِ الطُّرُقِ فَنَادَوْا أغدوا يا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إلى رَبٍّ كَرِيمٍ يَمُنُّ بِالْخَيْرِ ثُمَّ يُثِيبُ عليه الْجَزِيلَ لقد أُمِرْتُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَقُمْتُمْ وَأُمِرْتُمْ بِصِيَامِ النَّهَارِ فَصُمْتُمْ وَأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ فَاقْبِضُوا جَوَائِزَكُمْ فإذا صَلَّوْا نَادَى مُنَادٍ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ قد غَفَرَ لَكُمْ فَارْجِعُوا رَاشِدِينَ إلى رِحَالِكُمْ فَهُوَ يَوْمُ الْجَائِزَةِ وَيُسَمَّى ذلك الْيَوْمُ في السَّمَاءِ يوم الْجَائِزَةِ”(الترغيب والترهيب).
وأعظم جائزة هي الجنة ونعيمها وهنا تسأل نفسك أفي الجنة أعظم من هذا النعيم؟ فتخرج من قصرك ، فتجد أن الله تعالى بنى لك بيتاً آخر جزاءً لك على المسجد الذي بنيته في الدنيا “من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة” وبيتاً آخر جزاءً لك على السنن الرواتب التي كنت تصليها: “من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة” وبيتاً ثالثاً في طرف الجنة جزاء تركك المراء والجدال ، وبيتاً رابعاً جزاءً على تحريك الصدق في حديثك ، وبيتاً خامساً جزاءً على خلقك الحسن في الدنيا، يقول صلى الله عليه وسلم: “أنا زعيمٌ ببيتِ في رَبَضِ الجنةِ لمَن تَرَكَ المِراءَ وإن كان مُحِقًّا، وببيتِ في وسطِ الجنةِ لمَن تركَ الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنةِ لمَن حَسُنَ خُلُقُه”(أبوداود).وفي كل بيت من هذه البيوت عجب عجاب لم تره في حياتك تتجول في أرجاء الجنة وأطرافها ؛ فتتذكر حالك في الدنيا، وتتذكر صيامك وصلاتك وصدقاتك، ثم تتذكر أقاربك وأرحامك، وأحبابك واصدقائك فيجمعك الله بهم إن كانوا من الصالحين..
أما أعظم نعمة وأجمل جائزة؛ فهي رؤية المؤمنين ربهم تبارك وتعالى رأي العين، كما كانوا يرون الشمس والقمر في الدنيا، يقول صلى الله عليه وسلم:” إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، قالَ: يقولُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: تُرِيدُونَ شيئًا أزِيدُكُمْ؟ فيَقولونَ: ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنا؟ ألَمْ تُدْخِلْنا الجَنَّةَ، وتُنَجِّنا مِنَ النَّارِ؟ قالَ: فَيَكْشِفُ الحِجابَ، فَما أُعْطُوا شيئًا أحَبَّ إليهِم مِنَ النَّظَرِ إلى رَبِّهِمْ عزَّ وجلَّ. وفي رواية: وزادَ ثُمَّ تَلا هذِه الآيَةَ: “لِلَّذِينَ أحْسَنُوا الحُسْنَى وزِيادَةٌ”(يونس/26). “(مسلم).
فهذه جائزة الصيام، أعدها الكريم لعباده الصائمين، قال تعالى: “كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيٓـًٔۢا بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِى ٱلْأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ”(الحاقة/24). قال مجاهد: الأيام الخالية هي أيام الصيام، أي: كلوا واشربوا بدل ما أمسكتم عن الأكل والشرب لوجه الله “اللهم ارزقنا الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وتقبل صيامنا وقيامنا، إنك سميع الدعاء. عباد الله قوموا لي رحالكم يرحمني ويرحمكم الله..
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف